الحلقة الثامنة
وفيها : أماني البنات لدى الغرب والشرق الغير مسلم
في أحد الأيام بالمعهد كان الدرس عن كيف تكون جملة تتكلم فيها عن طموح لك تتمنى تحقيقه في المستقبل.
قال المدرس ( أمريكي - مثقف ومحترم جدا ): كل طالب يتخيل أنه ما زال صغير ويقول جملة أو جملتين للمستقبل الذي قد رسمه لنفسه آنذاك حتى ولو كان ذلك الهدف لم يتحقق عندما كبر،
كان الفصل مزدحم و من جنسيات مختلفة ، بدأ كل طالب في ذكر أمنيته التي كانت تجول بخاطره في صغره وقلت أنا : كنت أريد أن أكون طيارا ، وغيري قال كذا وكذا وقلن الفتيات أماني كثيرة ولما وصل الدور على بنت يابانية ( إسمها كيكوا )
قالت : أنا أتمنى أن أتزوج برجل محترم يعمل وأنا أبقى في البيت وأنجب الأطفال وأستمتع بأنوثتي وأحس بأن عندي رجل يحيطني برعايته وإهتمامه ولكني لم أجد .......
إنفجر الفصل وبقوة تصفيقا حارا وقام أكثر الطلاب من كرسيه وتغير لون وجه المدرس وهو يصفق ويقول : لقد أحسنت وأمنيتك رائعة، ووالله ما كاد الموقف أن ينتهي حتى أطرق أكثر الطالبات ببصره إلى الأرض وساد الفصل بعده هدوء غريب حتى إنتهت الحصة.
سبحان الله أهكذا يفكر غير المسلمين ويعرفون أن جمال الحياة الحقيقي هو أن يعمل المرأة والرجل كل حسب طبيعته وفطرته... أكل هذا الإحترام والإجلال لكيكوا لأجل هذه الأمنية ،
ونحن في بلاد الإسلام ننتقد ونهاجم بالرجعية عندما نقول: تعمل المرأة في حدود الحاجة وبدون مخالفة لأنوثتها أو دينها مع مراعاة زوجها وأولادها وقد ضمن لها الإسلام حقها وأوضحه لها. كم تمنيت من كل قلبي أن ذلك الموقف مصور بالفيديولأحتفظ به دائما.
قابلنا – أنا وأصدقائي بالمعهد جزاهم الله خيرا الذين يسعون جاهدين لإبراز قيمة ومعنى الإسلام - بنات كثيرات يقلن بالحرف الواحد:
نتمنى زوج حقيقي لا صديقا مزيفا مع أنني أراهم يغدون ويروحون مع شباب من بلدانهم وغيرها وكأنهم للناظر إليهم عن بعد في سعادة وهناء، ولكنهم يقولون هدفنا هو البحث عن الرجال الحقيقيين.
آه آه ياليت بعض من يقول أن الحجاب : هو السبب في عدم زواج البنت لأنه يحرم الرجال رؤيتها والرغبة فيها ، ووالله أنني أتجنب الكلام مع بعض هؤلاء البنات لشدة جمالهن ( وكان إسم أحدهن أيامي ) وأحتاط لنظري عند محادثتهن ففيهن من النعومة والصفاء ما يطمع كل رجل فيهن
أناأقصد أن بعضهن في منتهى الجمال والنعومة الأنثوية ومع ذلك يلعب الرجال بهن ولا يجدن الجاد الصادق ،فما بالك بالتي هي أقل جمال تنحرم حتى ممن يرغب اللعب بها فقط دون زواج ، وإلا فمن الصعب زواجها إلا ما شاء الله.
وقد تحمل الفتاة – وقد عرفت الكثير من الحالات المشابهة- فإذا تركها الشاب لأنهما لم يتفقا ، فأن الفتاة تتعلق بالطفل لأنها قد حملت به فترة الحمل ثم ولدته – وهي لا تلام فهي أم – فتبقى ولوحدها تنفق على المولود وتربيه،
وأكثر الرجال لا يرغبها لأنها مشغولة بالطفل ،والرجل غالبا يسكن لوحده أو مع والديه - طبعا لا يراهم مجرد سكن – ويختار كل فترة فتاة جديدة إلا في حالة كونه غير مرغوب فيه لقبحه الشديد أو لفقره فقد يكون صادقا مع الفتاة الأولى لقلة خياراته .
قصص الخيانات مع الحبيب كثيرة مشهورة ، عندهم الحبيب يفترض ألا يخون حبيبه وهم يدعون أنهم صادقون في المحبة ،
فكل رجل وإمرأة إذا أعلنا حبهم فلا يجوز لأي منهما معاشرة سواه إلا بإعلان رسمي من كلاهما ، مع أن الواقع ملئ جدا بالخيانات.
أهكذا تكون حقوق المرأة لديكم ؟أهكذا أنتم يا أسياد بعض مثقفينا وقدوتهم المثلى ؟
الآن عرفت مستقبل المرأة المشرق الذي رسمه لها من يتكلمون عن كبتها وقهرها وظلمها بأحكام الشرع ؟ ويلوون أعناق الأدلة الشرعية لتوافق هواهم ويبحثون - بكل جد وإخلاص لفكرهم – عن الأقوال الشاذة للعلماء فيما يتعلق بحجاب المرأة وغيره من قضاياهم المصيرية ؟
بودي أحبتي أن أتكلم بالحلقة القادمة إن شاء الله عن حقوق الإنسان لديهم والتي طالما أدعوا أنهم أربابها والمؤصلين لها والمطالبين لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.