بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نمر بن عدوان... شاعر معروف عند الكثير من الناس..
ونسرد من خلال هذه الموضوع قصة إحدى قصائده المشهوره والتي تعد مرثية حزينة تتناقلها الاجيال وتنفطر لها افئدة سامعيها، قرأتها منذ فتره طويلة واردت ان يطلع عليها المهتمين بشعر هذا الفارس المشهور..
كان لشاعرنا نمر بن عدوان فرس أصيلة وكان يعزها ويحبها اكثر من خياله، وهو متزوج من احد العوايل الطيبة، وزوجته من جمالها ودلالها واخلاقها تُضرب فيها الأمثال، وكان يحبها حباً لا يوصف...
في يوم من الأيام جاتهم امطار غزيرة ورياح قوية بالتحديد في ثاني ايام عيد الفطر ، وفي الليل وهم نايمين سمعت " الحرمه" صهيل الفرس، وقامت ترفس وتضرب من الخوف من البرق والرعد، فاطلعت لتمسك الفرس وتدخلها داخل البيت، في تلك الاثناء كان شاعرنا نائماً، وفجأه صحى من النوم ونظر الى الخارج يريد ان يطمأن على الفرس، فرأى احدهم يرتدي البشت وحاطه على راسه، وممسك بلجام الفرس ويقودها للخارج، فأخذ الرمح وخرج للرجل وصوب الرمح على صدره ورماه فدخل الرمح من صدره وخرج من ظهره، فاقترب الشاعر ليرى من هذا الذي يتجرأ ويسرق فرسه، وكشف عن وجه اللص واكتشف انها زوجته فأدرك انها كانت تريد ان تدخل الفرس لأنها خايفه...
فكتب هذه القصيدة المحزنه...
- - - - - - - - - - - - - - - - منقول للفائده - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
البارحـه يــوم الخـلايـق نيـامـا
بيحت من كثـر البكـا كـل مكنـون
قمت اتوجد وانثـر المـاء علـى مـا
من موق عين دمعهـا كـان مخـزون
ولـى ونـة مـن سمعهـا ماينـامـا
كني صويب بين الاضـلاع مطعـون
وإلا كمـا ونـت كسـيـر السـلامـا
خلـوه ربعـه للمعـاديـن مـديـون
فـي ساعـة قـل الرجـا والمحامـا
في مـا يطلـع يومهـم عنـه يقفـون
وإلا كمـا ونـت راعبـيـة حمـامـا
غـاد ذكرهـا والقوانيـص يـرمـون
تسمـع لهـا بيـن الجرايـد حطامـا
من نوحها تدعـي المواليـف يبكـون
وإلا خـلـوج سـابـيـة للهيـامــا
على حوار ضايع في ضحـى الكـون
وإلا حــوار نشقـولـه شـمـامـا
وهـي تطالـع يـوم جـروه بعيـون
يـردون مثلـه والظوامـي سيـامـا
ترزمـوا معهـا وقـامـو يحـنـون
وإلا رضـيـع جـرعـوه الفطـامـا
توفـت امـه قبـل اربعينـه يتمـون
عليـك ياشـارب لكـاس الحمـامـا
صـرف بتقديـر مــن الله مــأذون
جاه القضاء من بعـد شهـر الصيامـا
صافي الجبيـن بثانـي العيـد مدفـون
كسوه من بيض الخـرق ثـوب خامـا
وقاموا عليـه مـن الترايـب يهلـون
راحوا بهـا حـروة صـلاة الامامـا
عند الدفـن قامـوا لهـا الله يدعـون
برضـاه والجنـة وحسـن الخـتـام
ودموع عينـي فـوق خـدي يهلـون
حطـوه فـي قبـر غطـاه الهـدامـا
في مهمة من عرب الامـات مسكـون
ياحفـرة يسقـي ثــراك الغمـامـا
مزن مـن الرحمـة عليهـا يصبـون
جعـل البخـري والنقـل والخـزامـا
ينبت على قبـر بـه العـذب مدفـون
مرحوم ياللـي مـا مشـى بالملامـا
جيران بيتـه راح مـا منـه يشكـون
ياوسع عـذري وان هجـرت المنامـا
ورافقت من عقب العقل كـل مجنـون
اخـذت انـا ويـاه سبعـة اعـوامـا
مع مثلهـن فـي كيـف مالهـا لـون
والله كنه يـا عـرب صـرف عامـا
ياعونـة الله صـرف الايـام وشلـون
واكبـر همومـي مـن بـزور يتامـا
وان شفتهم قـدام وجهـي يصيحـون
وان قلـت لا تبكـون قالـوا علامـا
نبكـي ويبكـي مثلنـا كـل محـزون
لا قلـت وش تبكـون؟ قالـوا يتامـا
قلـت اليتيـم ايـاي وانتـم تسجـون
قمـت اتشكـا عنـد ربـع اعدامامـا
وجوني على فرقـا خليلـي يعـزون
قالـوا تجـوز وانـس لامـه بلامـا
ترى العذارى عـن بعضهـم يسلـون
قلـت انهـا لـي وفــت بالـولامـا
ولـو جمعتـم نصفهـن مـا يسـدون
مـا ظنتـي تلقـون مثلـه حـرامـا
ايضا ولا فيهن علـى السـر مامـون
واخـاف انـا مـن عاديـات الذمامـا
اللي على ضيـم الدهـر مـا يتاقـون
أو خبلـة مــا عقلـهـا بالتمـامـا
تضحك وهي تلدغ على الكبد بالهـون
تـوذي عيالـي بالنـهـر والكـلامـا
وانـا تجرعنـي الـمـر بصـحـون
والله لــولا هالصـغـار اليـتـامـا
وخايف عليهم مـن الدجـه يضيعـون
لقـول كـل البيـض عقبـه حرامـا
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليـه منـي كــل يــوم سـلامـا
عدة حجيـج البيـت واللـي يطوفـون
وصلـوا علـى سيـد جميـع الانامـا
على النبي يللـي حضرتـوا تصلـون
والمعذره على القصور
ولد الدوادمي