لم يعد خافياً على أحد أن الأرض بدت عرضة للكثير من التغيرات الجيولوجية والمناخية، خصوصاً في ظل انحرافها عن محورها، بحسب رأي بعض العلماء. وخلال السنوات الماضية أصبحت تلك التغيرات الشغل الشاغل لهؤلاء العلماء، خصوصاً وكالة "ناسا" الأميركية، الذين مازالوا في بحث دائم وسط قلق من الأحداث المقبلة.
ولعل دول الخليج ليست بعيدة عن تلك المتغيرات المناخية، والمراقب لهذه المنطقة يلاحظ أن دولها باتت تشهد "مناخات" جديدة وغريبة أيضاً في أحيان أخرى. فبالأمس القريب شهدت المملكة سيولاً وأعاصير، وبالأمس أيضاً داهمت الثلوج مناطق في السعودية،
وغيرها من الدول لم تعتد عليها، في ظاهرة جديدة بالنسبة للتغيرات المناخية.
ووفقاً لبعض العلماء فإن انحراف الأرض المستمر عن محورها سيغير مواقع الدول في الأقاليم المناخية المختلفة خصوصاً على الأقطاب، وخط الاستواء. وبذلك فإن معظم الدول العربية بما فيها دول الخليج ستكون في المنطقة المعتدلة المطيرة في الأرض وستأخذ مناخاً أوروبياً.
انحراف الأرض بين التأكيد والنفي
بيد أن الفلكي السعودي عبدالعزيز الشمري كان له رأي مُخالف، حيث أكد في تصريخ خاص لـ"العربية.نت" أن هذه النظرية حول انحراف الأرض لم تتأكد بعد، غير أنه لا ينفيها.
وأضاف الشمري أن ما ذهب إليه بعض العلماء حول انحراف الأرض يحتاج إلى سنوات طويلة وربما عقود أطول لإثبات صحتها. ورأى أن السيول التي ضربت السعودية ناتجة عن الدورة الرابعة والعشرين للشمس، حيث إن ذروة هذه الدورة هي في شهر مايو، مشيراً إلى أنه كان قد حذر من قدوم سيول وعواصف منذ العام الماضي من خلال بحث موثق.
كما أوضح أن انبعاث الموجات الـ"كهرو مغناطيسية" التي انطلقت من الشمس زادت نسبة الحرارة في البحار فشهدت المنطقة أمطاراً غزيرة.
وفي المقابل، شكك الشمري بقضية ربط الزلازل في انحراف الأرض عن محورها، مؤكداً أن الزلازل ليست وليدة اليوم، إنما من آلاف السنين، وأن لا تأثير لها، بيد أنها (أي الزلازل) تقوم بعملية توازن للأرض.
تعطل شبكات الاتصال
وقال الشمري إن الدورة الـ24 للشمس التي نعيشها حالياً كانت بدأت في 2008، وستنتهي في عام 2019، وهي عبارة عن نقص في عدد البقع على الشمس وتؤثر على الاتصالات حيث تنطلق موجات كهرومغناطيسية من الممكن أن تعطل شبكات الاتصال.
إلى ذلك، حذر من موجات قادمة خلال الأسابيع المقبلة قد تعطل شبكات الاتصال والكهرباء وقد تسقط أقماراً صناعية، مشيراً إلى أن تلك الموجات كانت قد عطلت شبكات الاتصال في كندا لمدة 7 ساعات متواصلة.
وشكك الشمري في نظرية تحول الخليج إلى أوروبا على صعيد الأجواء، لكنه في الوقت ذاته، قال "قد تحل أمطاراً غزيرة أو برودة شديدة، لكن في جميع الأحوال غير مرتبطة بانحراف الأرض". وأشار إلى أن رمضان هذا العام قادم في ذروة الحر، "ونحن بانتظار ما ستسفر عنه الأجواء".
وكان العالم ريتشارد غروس الباحث في مختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أفاد في وقت سابق بأن الزلزال القوي الذي ضرب تشيلي قد يكون تسبب في إزاحة محور الأرض وجعل الأيام أقصر بصورة طفيفة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية آنذاك.
ووفق حسابات غروس فإن محور الأرض تزحزح 8 سنتمترات خلال الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر.
وقال غروس إن زلزال تشيلي أزاح محور الأرض أكثر من الزلزال الذي ضرب إندونيسيا وتسبب بمدّ بحري في آسيا في 2004. وبلغت قوة ذلك الزلزال 9.1 درجة على مقياس ريختر. بينما زلزال اليابان في عام 2011 كان حينها قوياً وحرك سواحل البلاد وغير اتزان الأرض. وقال إنه بسبب الزلزال أصبحت اليابان أكثر عرضة من السابق وهو ما ساهم أيضا في تقصير طول اليوم.