هذه رحلتي إلى جبال عسعس وشعبى وسواج وخزاز من جبال منطقة ضرية .
أعرضها لكم ولست أول من زارها فقد قام مجموعة من البلدانيين بزيارتها
وأنا هنا أعرض رحلتي ومشاهداتي راجياً أن أكون موفقاً في عرضها
كان طريقنا من عفيف إلى ضرية عبر ارتفاعات وقيزان وقرى في أودية
جميلة وجبال شامخة وفي رحلة رائعة
من الجبال التي شاهدناها جبل فايز وسلسة أبو حصاني وجبال المشاعيب وجبل مخيط وشعر وصفو وبعدها عبرنا رمال الجرداء ثم
عريق الدسم بعد جبل كف وقرية الكفية وجبالها التي
تكثر بها الغيران والمناظر الرائعة والغريبة والعجيبة ثم عبرنا رياض جميلة تحيط بها الجبال
مثل عسعس وهوجبل كبير بين الحمرة والسواد إلى يسار طريق عفيف ضرية بجوار روضة شعبى وكثيب عريق الدسم وكنت قد زرته
قبل سنوات أيام العشب والربيع وحليب الخلفات:
قال الشاعر بشر بن أبي خازم:
غشيت لليلى بشرق مقاما = فهاج لك الرسم منها مقاما
بسقط الكثيب إلى عسعس = تخال منازل ليلى وشاما
وقال:
لمن دمنة عادية لم تؤنس = بسقط اللوى بين الكثيب فعسعس
صدق بشر في وصفه
بينه وبين ضرية جبل وسط بجوارة رياض جميلة جنوب ضرية قال الشاعر
دعوت الله إذ شقيت عيالي = ليرزقني لدى وسط طعاما
فأعطاني ضرية خير أرض = تمج الماء والحب التؤاما
بعد رياض شعبى تراءى أمامنا جبل فيه فتحة كبيرة يسمى المخروقة بجواره جبيل صغير يشبه الأرنب فاسميته جبل الأرنب
وتحيط به عدة جبال لها أسماء مختلفة ورياض جميلة وفي أحد الجبال جمل متحجر وكذلك عروس البحر وهي جبال تقع جنوب ضرية
وبودي أن هيئة السياحة أو بلدية ضرية قامت بتسمية هذه الجبال للتعريف بها وسهولة وصفها ..
ومنالجبال البكري: جبال شامخة سود يقال لها قديماً البكرات
شعبى جبال متصلة تحف عريق الدسم بها رياض شعبى
قال الشاعر
إذا شعبى لاحت ذراها كأنها = فوالج نجت أو مجللة أدهم
قال نصر :
شعبى جبل بحمى ضرية لبني كلاب
تناولنا طعام الغداء في سفح جبل المخروقة في جو بديع تحيط بنا جبال ودارات تنبت فيها شجيرات السلم والمراعي الخصبة ويرتع فيها الحلال .
وفي ردهة الجبل جلسنا بعض الوقت نتناول أطراف الحديث والقصص ونتخيل هذه الطبيعة الرائعة ؛هذا الجبل الجميل تكثر به شجيرات الحميض التي قطفنا بعضها وكان أحدنا يحب أكلها لما
فيها من حموضة مستساغة ، ومررنا بعد ذلك ضرية متجهين إلى بريدة وعنيزة والرس.
من جبال ضرية الشهيرة
منظر رائع للطبيعة
وفي العودة سافرنا من الرس على طريق مزدوج إلى دخنه تكثر به الأودية مثل وادي أبو عشر والارطاوي وشاهدنا إلى اليسار جبل كير الشهير
وقبل أن نصل إلى دخنه اتجهنا يساراً من المفرق فكان جبل خزاز الكبير وشعيب الكحيل يسارنا ومضينا قليلا وصف لنا أحد أبناء المنطقة
جبال إمره والدحلة والروضتين وجبال االربوض
ثم وصلنا الشبيكية في طريق متعرج بلا لوحات ارشادية ويسارنا جبل سواج الشهير
جبل كير: جبل كبير شمال دخنة شرق امره وهو جبل مستطيل كبير قال عروة بن الورد:
سقى سلمى وأين ديار سلمى= إذا حلت مجاورة السرير
إذا حلت بأرض بني علي= وأهلي بين إمرة وكير
وكير وقعت بقربة موقعة شهيرة بين عنزه ومطير عام 1195هـ
وأمره جبل شمال غرب الروضتين بين الأسامر والربوض في شعيب الركا جنوب شرق الدحلة
وهو جبل يخترقه وادي الناصفة ويذهي سيله لوادي الداث
وهو واد اعترضنا قرب الهمجة ينحدر من جبال كيشات وعمى ويصب في وادي الرمة
وقد نشر عن امرة زميلنا البلداني محمد الشاوي تقريراً مصوراً رائعاً
«خزاز» على بعد خمسة أكيال من بلدة دخنة جنوب غرب محافظة الرس على بعد 45كم وهو جبل أحمر بجواره هضبات حمر ذكره عمر بن كلثوم :
ونحن عداة أوقد في خزاز = رفدنا فوق رفد الرافدينا
وقال السفاح:
بعد يوم خزاز بعد هزيمة مذحج
وليلة بت أوقد في خزاز = هويت كتائبن متحيرات
ضللن من السهاد وكن لولا = سهاد القوم أحسب هاديات
في سفح خزاز قبر قديم مبني بطريقة ركامية وفيه رسوم تاريخية أثرية من العصر الحجري
ودخنة كانت تسمى منعج قديماً وخزاز يقع جنوب كير
جبل سواج : بقربة الشبيكية التي تبعد حوالي 85 كم جنوب الرس وهو جبل شهير مررنا به أثناء عودتنا من الرس إلى يسارنا وهو على طريق حاج البصرة
لونه أسود وبه صخور حمراء ويقال بأن به دارات حجرية وكتابات تاريخية
تكثر في أوديته أشجار الطلح وترتع فيه الكثير من الابل لكثرة نباتاته وجمال طبيعتة وهذه المرابع من أجمل مراتع الحلال قال ابن مقبل
وحلت سواجا حلة فكأنما = بحزم سواج وشم كف مقرح
وقال الكلابي:
وفتيان من البرزى كرام = كأن زهاءهم جبلي سواج
وكان يسمى قديما سواج النتاءة ويقال له سواج طخفة
كان على يميننا جبال النايع والنويع ومبهل وأودية فياضة وأبو نخلة
مبهل :جبل على يسار الطريق له راس وبجواره هضيبات ووادي مبهل وقاع الخفق وأم غلس وابو سنون .
كنا نريد طخفة وجبالها ورياضها الخضراء فوجدنا أحد المتنزهين في قرية بقيعا الجنوبية وسألناه عن طريقها فوصف لنا طريق بري تمهيدة من الطريق العام إلى طخفة
فتوجهنا لها عبر هذا التمهيد وبدون لوحات ارشادية فاعترضتنا أودية ورياض تكثر بها مراتع الابل ومنازل
أصحابها التي تتكون من عدة منازل متنقلة (كنتيرة) فاتجهنا إلى أحدها ولما رأتنا صاحبته هربت بداخله
فرجعنا وإذا بزوجها يقف بجوار الابل بسيارة فارهة وقال زميلي إن هؤلاء يتنقلون في اجازة الاسبوع
عند ابلهم بعد أن ترافقه إحدى نسائه وخاصة الصغيرة في طبيعة خلابة يشربون حليب الخلفات ويشتوون لحوم الأغنام في جو بديع جميل تسودة المحبة والصفاء .
فاتجهنا إليه وإذا بشاب في منتصف العمر وسألناه عن طخفة ومعالمها السياحية فوصفها لنا واتجهنا إليها وعندما اقتربنا من الجبل كان الجو مغبراً سيئاً
فأشار إلي زميلي بالعودة إلى ضرية ( فالجو غير مناسب)
عدنا إلى الطريق العام إلى ضرية .
ثم اعترضنا طريق الهمجة ــ ضرية قرب مفرق الشايدية كما تراءى لنا جبل ميدان شرق اللهيب وهو جبل كبير تكتنفه الرمال ثم
بدايع الضبطان والسليسية ويسارنا جبال ليم
و ليم : جبل يمتد من الشمال إلى الجنوب شمال غرب طخفة وشمال مسكة ويبعد عنها 7 أكيال كان يسمى قديماً الأيم وبقربه إلى الجنوب الغربي بـ8 كم
جبل اللجاة وهي جبال حمر وبها كثير من العيون قال ابن مرخية:
تربعت الدارات دارات عسعس = إلى أجلى أقصى مداها فنيرها
إلى عاقرالأكوام فالأيم فاللوي = إلى ذي حُسا روض مجود يصورها
ذكر الشاعر عدة أماكن ترودها ناقته مثل عسعس واللوى بعريق الدسم والعاقر وذو حس
وهو حسو عليا غرب الأيم قال الشاعر القتال الكلابي:
ألا حبذا تلك الديار وأهلها = لو أن عذابي بالمدينة ينجلي
برزت بها من سجن مروان غدوة =فأنستها بالأيم لما تحمل
عدنا إلى ضرية وجبالها ومناظرها الخلابة ومعالمها السياحية الجميلة .
ولنا عودة لهذه الطبيعة الرائعة .
جبل شعبى قرب عريق الدسم
جبل عسعس
جبل قرب عسعس
جبل المخروقة
جبل المخروقة
جلسة في سفح جبل المخروقة
جبل الأرنب
جبل البكري بضرية
أوراق الحميض
نباتات في الجبل
من جبال ضرية
جبل أبو حصاتين
من جبال ضرية
لقطة من داخل أحد الكهوف
من الجبال المشهورة
جبل خزاز قرب دخنة
جبل خزاز والزميل د عيد اليحيى
جبل سواج الشهير
جبل مبهل
رحلة إلى جبال عسعس وشعبى والمخروقة وسواج وخزاز
العرض العادي
