الحلقة الأولى
المفتاح المفقود
ذهب مجموعة من من اربعة اشخاص لإنهاء مشروع حكومي على احد المدن الساحلية ، وكانت المسافة بين مدينة الرياض وتلك المدينة الساحلية قرابة 750 كيلوا متر ......
انطلق الأربعة رفاق من مدينة الرياض ....ووصلوا بحمد الله لتلك المدينة وقاموا بالمبادرة بإنجاز المشروع المكلف.....وكان يترأسهم قائد المركبة. استمر المكوث حوالي 3 اشهر.
وكان لا بد من زيارة الساحل للمارسة السباحة وكان الشاطي جميل جداً . والناس يملؤون المكان هذا يسبح وهذا ينظر الى البحر وآخر يلاعب اولاده .
كان الرفقاء الأربع يذهبون كل اسبوع للمارسة السباحة وذلك قبل صلاة المغرب بساعة...... لأن الشمس محرقة والرطوبة عالية.
اضطر احد الرفقاء الأربع الى السفر خارج المملكة ...وبقي الثلاث رفقاء ينجزون باقي المشروع ويمارسون هوايتهم الأسبوعية.
وذات يوم من الأيام – يوم الجمعة- ، قرر اثنان من الرفقاء للذهاب ليلاً- بعد المغرب- للسباحة ، وهم قائد المركبة واحد الرفقاء واعتذر الثالث.
ذهبوا لنفس المكان المعهود والذي يبعد ما يقارب 15 كيلوا عن الفندق ، ووضعوا فراش على تراب البحر الكثيف ووضعوا عليه ملابسهم و حاجاتهم من الجوالات ومحفظة النقود ومفاتيح الفندق ومفتاح السيارة. ولم يكن هناك اي شخص في المكان سوى الرفقين.
وخاضوا البحر واستمتعوا بالسباحة ، ونور مصانع تصفية البترول تعكس نورها على سطح البحر وكانت لحظات جميلة ولا تنسى.
امضى قائد المركبة ورفيقه يسبحان قرابة الساعة، وخرجوا من البحر تنقط اجسامهم من ماء البحر وارجلهم تعج بالتراب المتاسك على ارجلهم .......من رمال البحر الكثيفة.
جلسوا على فراشهم ينظرون الى النجوم ، ويرتاحون من عبأ السباحة، وبدأ الجوع يدب فيهم ، فقرروا الرجوع للفندق ، لبسوا ملابسهم واخذوا حاجاتهم ومفاتيحهم ......لكن بقي شيء واحد لم يجدوه.
إنه مفتاح السيارة!!!!. بدأ كل منهم البحث ، ظنا ً منهم ان الأمر هين. طال البحث ! . ازالوا الفراش لعل المفتاح تحته، لكن لا شيء!.
بدأوا يبحثون لمسافات ابعد من مكان الجلوس لعل المفتاح سقط منهم في رمال البحر، وبدأوا بقلبون تراب البحر لكن دون جدوى.
قرر قائد المركبة للذهاب لأحد البقالات ليشتري كشاف ليضيء على رمال البحر لعله يجده.
ذهب مشياً لأحد البقالات على الشارع الرئيسي واخرج محفظته ولم يجد سوى عشرة ريالات ، المهم حاول ان يستعير من البقال احد الكشافات التي لديه لكن دون جدوى ، المهم اشترى الكشاف وذهب بكل امل لصاحبه الذي ما زال يبحث.
وصل لصاحبه وبدأ الإثنان بالبحث بواسطة الكشاف، وفجأة اذن مؤذن العشاء. والجوع يسيطر على الإثنين لكن المفتاح لم يظهر الى هذه اللحظة ، الساعة الآن التاسعة مساءً.
جلس الإثنان بعد تعب السباحة وتعب البحث، يفكرون ماالعمل؟!!!!
قرروا ان يشتروا بعض الطعام ليسد جوعهم ، قال قائد المركبة انا لا املك شيئاً اشتريت به الكشاف، والصراف الآلي بعيد جداً، وبحث الآخر في محفظته فوجد بعض الريالات .... المهم ذهب واشترى بها بعض المعجنات من جانب البقالة.
جلسوا يستمتعون بالطعام القليل الذي سد جوعهم ، والسكون يملأ المكان ......حمدوا الله على نعمه وقاموا ليؤدوا صلاة العشاءعلى رمال البحر. ولا يوجد معهم ماء فتوضوا من ماء البحر المالح....
انتهت الصلاة وبدأو البحث مرة اخرى بعد دعاء واستغفار لعل الله يفرج عليهم ماهم فيه.
اصبحت الساعة الثانية عشر ليلاً وهم في بحث مستمر ، جاء خفر السواحل يسألهم فأخبروه الخبر فنصحهم بأن يبحثوا في الصباح.
فكر الرفيقين –قائد المركبة ورفيقه-....... ان يذهبا للفندق ويعودوا صباحاً لكن لا يوجد تكاسي بتلك المدينة وفي تلك الساعة.
فقرروا ان يقضوا تلك الليلة في المكان نفسه لكن اين المبيت ؟ قرروا ان يذهبوا للمركبة ويناموا بها. لكن الحمد لله ان قائدالمركبة لم يغلق المركبة.
نام قائد المركبة خارجاً على الفراش، ونام رفيقه داخل المركبة ....لكن أين النوم!!!.
بقيا يفكرون ....غدا يوجد عمل ، لو لم نجد المفتاح كيف سنذهب للعمل بدون سيارة....والفندق بعيد عن مكان العمل....ماالعمل كيف سنأخذ السيارة للرياض!!
وبقيت الهواجيس تسيطر عليهم ، غفوة ثم يقومان يفكران مالعمل!!.
وهكذا حتى اذن الفجر.......قام قائد المركبة وايقظ صاحبه وتوضأ الإثنان من البحر وصليا الفجر ....وبدأت الشمس تشرق.
وبدأ البحث عن المفتاح ........وحث قائد المركبة صاحبه على الإستغفار وسؤال الله ان يفرج علينا وسؤال الله بعمل صالح عملناه.
واستمر البحث لكن لا جدوى ..... بدأ الناس يأتون للمكان للسباحة واحدا تلو الآخر .....ومنظر البحر مغري جداً وصفاء الماء رائعة.
قررا الرفيقين ....ان يمارسوا السباحة وان يستغلوا هذا الوقت الرائع للسباحة.!!!!!!
وتناسوا المفتاح قليلاً .....وازداد مرتادوا البحر شيئا فشيئا......انتهوا من السباحة وبدوأ يبحثون مرة اخرى عن المفتاح في رمال البحر......لكن دون جدوى.
قرر قائد المركبة مع خبرته في السيارات ، ان يقوم بتشغيل السيارة بدون مفتاح ، وفعلا جاء احد الأشخاص ليساعد الرفيقن لأن منظرهما يوحي بأنهما في ورطة، طلب قائد المركبة منه مفك للبراغي لكن لا يوجد معه... معه سكين ....اخذ السكين وذهب يفك البراغي حول مكان مفتاح السيارة ونجح باستخراج السويتش من مكانه وبدأ البحث عن سلك كهربائي حتى يشغل السيارة وفعلاً وجد في المربكة بعض الأسلاك الكهربائية ............وقام بالتجربة حتى ظهر صوت المحرك بالمبادرة بالعمل لكن لم يعمل .....حاول مرة اخرى لكن لا جدوى ....يحاول المحرك العمل لكن لا جدوى....حاول عدة مرات لكن لا جدوى ......بدأ اليأس يدب في الرفيقين. الساعة الآن السابعة صباحاً. وبقي ساعة لبدأ العمل في المشروع.
اتصل قائد المركبة بأحد السائقين داخل المشروع ليوصلهم للفندق ....وفعلاً جاء السائق صباحاً وذهبا الرفيقين منهكين للفندق بعدما اغلقوا السيارة . غيروا ملابسهم وذهبوا مع السائق للعمل مع رفيقهم الثالث الذي علم بمصابهم.
قام قائد المركبة بالإتصال بـ شركة التأجير بالرياض ، واخبرهم انه فقد مفتاح المركبة وطلب منهم المفتاح الإحتياطي ، وارسلوه بواسطة الـ dhl....واخبروه ان المركبة لا تعمل حتى لو نسخت المفتاح لأن المفتاح يحتاج لبرمجة ....فعلم قائد المركبة لماذا السيارة لم تعمل معه عندما فتح السويتش.
وبعد يوم واحد وصل المفتاح الإحتياطي للمدينة الساحلية وتم استلامه وذهبا-ح قائد المركبة ورفيقه- الى المركبة ونفسهم تحدثهم هل تريدون ان تمارسوا السباحة مرة اخرى.
كان قائد المركبة هو صاحبكم ابن الشام ........وقال لكم اذا ذهبتم الى البحر فلا تضعوا المفتاح قريبا من الرمال لأنه سيغرق في الرمال بسهولة وقد يكون تحت قدمك ويصعب ان تجده , ضعه في المركبة او في مكان آمن في جسم المركبة فوق العجل أو أي مكان آخر.............وضع كامل حاجاتك داخل المركبة.......ولاتنسى قبل ان تنزل منزلا قل الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وفي الحلقة القادمة.
دخل خمسة اشخاص البحر للتخييم على جزيرة وخرجوا ولم يجدوا سيارتهم!!!!!!!.