جبال غُــــــــــــــرَّبُ
غُرَّبُ : بغين معجمة مضمومة فراء مفتوحة مشددة فباء موحدة : جبال منتظمة سوداء ، على حدود الدرع العربي خارجة منه ، تمتد على أكثر من خمسة كيلوأمتار طولا ، وهي قليلة الارتفاع إذ لا تكاد تبلغ سبعين مترا من سطح الأرض ، ويصل ارتفاع قمتها الشرقية 934 مترا فوق سطح البحر ، وعليها ركم ضخم ، بينما يقل ارتفاع قمتها الوسطى عن تلك بمقدار مترين ، وتحت القمة الوسطى من الجنوب في أعلى الجبل دائرة عظمى ، يمتد منها حجارة مرصوفة أو منقاة كمسار ، ثم تتجه الحجارة المركومة المتطاولة نحو الغرب على القمم المتطامنة حتى تنتهي إلى الأرض ، وفي جهة غُرّب الجنوبية الغربية ركام أشبه ما يكون بقبور متفرقة ، تحتاج إلى إزاحة الرمال عنها ليتبين كنهها .
والأرض حول غُرّب دكادك لينة لا يكاد يظهر فيها مجرى وادٍ وإن كانت سيولها تتجه نحو الغرب لتصب في شعيب مريطبة وشعيب أبو فُرْص اللذين يصبان في وادي الرشاء من شرقيه .
وتعلو الناحية الجنوبية من غُرّب رمال خفيفة ، قد تكون تخفي مظاهر حجرية أو مقابر .
وتقع غُرّب إلى الناحية الغربية من سمراء مغيب في أطراف السر الغربية ، وإلى الجنوب من هضيبة مصيقرة وبلدة الثّندوة ، وتقع إلى الشرق المتيامن من جبل جمران المشهور على بعد خمسة عشر كيلومترا منه .
وأقرب الطرق إليها الطريق الواصل بين عرجاء والثندوة ، وتقع إلى الشرق منه بنحو خمسة كيلوأمتار .
أما موقعها الفلكي فيتوسطها خط العرض 00-50-24 شمالا وخط الطول 00-25-44 شرقا .
منظر فضائي لجبال غُرّب
وكانت قديما ضمن بلاد بني نمير العامريين .
ونقل ياقوت عن أبي زياد أن غرب ماء بنجد ثم بالشريف من مياه بني نمير ، وأورد قول جران العود النميري :
أيا كبدًا كادت عشيةَ غُرّبٍ * من الشوقِ إثرَ الظاعنينَ تَصَدَّعُ
عشيةَ ما في من أقامَ بغُرّبٍ * مقامٌ ولا في من مضى متسرّعُ
وأورد قول لبيد :
فأي أوانٍ ما تجــــئني منيّـــتي * بقصدٍ من الـــــمعروفِ لا أتعجبِ
فلستُ بركنٍ من أبانٍ وصاحةٍ * ولا الخالداتِ من سواجٍ وغُرّبِ
ولا أظن لبيدا عنى ذلك ، بل يعني غُرَّبًا حصينة لا متطامنة مكشوفة .
وقد ذكرها الراعي النميري مقرونة بعنز ، وعنز منطقة زراعية واسعةٌ الآن تقع شمالا من غُرّب .. وقرنها بحقيل وهو جبل إلى الشرق منها ..
قال الراعي :
بأعلامِ مركوزٍ فعنزٍ فغُـرّبٍ * مَغَانِيَ أُمِّ الْوَبْرِ إذْ هِيَ مَا هِيَا
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ * ترى الوحشَ عوذاتٍ بهِ ومتاليا
وممن ذكرها مالك بن الريب المازني التميمي في قوله :
عليَّ دماءُ البُدْنِ إن لم تفارقي * أبا حردبٍ يومًا وأصحابَ حردبِ
سرَتْ في دُجَى ليلٍ فأصبحَ دونَها * مفاوزُ جُمرانِ الشُّرَيْفِ فَغُرّبِ
تطـــالعُ من وادي الكُلابِ كأنّها * وقدْ أنــجدتْ منهُ فريدةُ رَبْرَبِ
الدائرة العظمى تحت القمة الوسطى
صورة من بعد للدائرة العظمى
الركام المتناثرة داخل الدائرة العظمى
الركم الذي على القمة الشرقية
جانب من الركم
ركم منقطع من الدائرة العظمى
المسار المنقى والمرصوف والمنطلق من الدائرة العظمى
منظر للمسار المحدد وفي أقصى الصورة الدائرة العظمى
بعد أن ينتهي المسار المحدد ينطلق حاجز كالحبل أو الجدار على القمم المتطامنة
وأرجو أن تكون وجبة سهلة الهضم ، وبالهناء والعافية